المواد الطبيعية

يجب التعامل مع المخطوطات الورقية أو الأعمال الفنية الأصلية الطبيعية لإقليم معين بعناية بالغة وحكمة قائمة على الخبرة. وحتى وقت قريب، أعادت العديد من الثقافات نسخ المخطوطات الخاصة بها لحفظ النصوص والصور عند تلف المواد. ولسوء الحظ، فقدت الكثير من الثقافات القدرة على نسخ المخطوطات بأعداد كافية لضمان بقاء النصوص والصور, ولذلك ازداد الاهتمام بصيانة الوثائق الأصلية.

مخطوطات جريد النخيل

تصنع مخطوطات جريد النخيل من سعف النخيل، ورغم أنها تبقى طويلاً إذا تم حفظها في بيئة مستقرة إلا أنها ليست متينة ويمكن أن تتلف بسهولة من خلال الاستخدام غير الجيد. (كمثال على المشروعات التجريبية التي يتم تنفيذها على جريد النخيل، انظر موقع http://www.library.cornell.edu/preservation/manual/mg8a.html.)

وينتج التلف الذي يصيب جريد النخيل عن أشياء مثل الحشرات والتلوث والتشقق والانقسام (انفصال السطح العلوي عن السطح السفلي) وتقطع خيوط الربط فى جسم الجريدة. وجريدة النخيل أكثر مقاومةً للتعفن من الورق.

التخلص من الحشرات

قبل التعامل مع المخطوطات، فمن الأهمية بمكان قتل أية حشرات قد تصيبها. وأكثر طرق قتل الحشرات أماناً وأقلها ضرراً هى التجميد أو التسخين. وهنالك طريقةٌ آمنة وفعالة هى استخدام مادة ثنائي كلوريد البنزين القوية أو كرات النفتالين الطاردة للعثة. ويمكن وضع مجموعة من المخطوطات في حاوية محكمة الإغلاق مثل صندوق قمامة بلاستيكي بغطاء محكم توضع به كرات النفتالين في القاع. ويمكن وضع المخطوطات على قوالب من الطوب أو كتل من مواد أخرى شبيهة لرفعها فوق مستوى المركبات الكيماوية. ويجب تركها بالحاوية لعشرة أيام كحد أدنى، ويتم إخراجها بعد ذلك وفحصها بعناية بحثاً عن حشرات حية. وفي حالة عدم وجود دليل على وجود حشرات حية، يتم مسح الأوراق بفرشاة ناعمة لإزالة الغبار والحشرات الميتة.

إزالة الأتربة من على السطح

تم استخدام عدد من الأساليب لإزالة الأتربة من على سطح جريد النخيل، بما في ذلك المذيبات التي تتميز بتأثير مجفف وتتسبب فى تصفية بعض مكونات الجريد الهامة. ويمكن استخدام طريقة التنظيف الجاف بفرشاة ناعمة وأدوات مسح. وإذا كانت الأوراق شديدة الجفاف، فيمكن التنظيف والتشبيع بالماء بمسحها بالماء مباشرةً باستخدام قطعة من الصوف القطني المبلل بالماء، شريطة أن تشير الاختبارات السابقة على المعالجة إلى وجود الكتابة المنقوشة عليها وأن الجريد ليس مشبعاً بالزيت.

ويصعب إزالة الزيت القديم الجاف، ولكن يجب إزالته إذا كان من الضروري عمل ترميمات فعالة، لأن المواد اللاصقة القابلة للذوبان في الماء لن تلتصق بالجريدة المشبعة بالزيت. وقد يكون نقع الجريدة في منظف غير مسبب للتبييض (مثل سائل غسيل معتدل) مع الماء الدافئ فعالا، ولكن يجب إجراء الاختبارات على جريدة فارغة قبل تجربة ذلك على نص مكتوب. وإذا كان بالجريدة سطح للكتابة، فيمكن استخدام الكحول الإثيلى لتنظيف هذا السطح بالذات. ويجب التأكد من أن وجود نسبة عالية من الماء فى المذيب لا يؤثر على الصورة بأي حال من الأحوال.

ترميم التلف الميكانيكي

من الممكن ترميم التشققات والحواف المتكسرة والثقوب باستخدام نسيج من النوع الياباني أو ورق "sa" الخفيف، الذي يكون مشبعاً بمزيج قابل للذوبان في الماء مكون من مادتي أسيتات البولي فينيل وسليولوز الميثيل القابلتين للذوبان في الماء، أو عجينة نشا تقليدية.

ويتم استخدام مزيج المواد اللاصقة المستخدمة فى ترميم الجريد كما يلي:

1. ضع كوباً واحداً (8 أوقيات أو 225 مللي لتر) من الماء النظيف (يفضل أن يكون ماءً مقطراً) في حاوية قابلة للإغلاق.

2. قم برش ملعقة أو ملعقة ونصف (7.5 مللي) من مادة سليولوز الميثيل فى الماء، وقلب الخليط إلى أن يتم مزجه تماماً. وسوف يتحول المحلول إلى مادة هلامية بعد ساعة تقريباً.

3. ضع نصف كوب (100 مللي) من الماء في حاوية، مثل كوب زجاجي أو ورقي، واخلطه بملعقة واحدة من الحجم الكبير من مادة PVA اللاصقة، وقلب بشدة حتى يتم تخفيفه تماماً.

4. أضف مادة PVA اللاصقة المخففة بشدة إلى مادة سليولوز الميثيل الهلامية، وقلب حتى يمتزجان تماماً. ومن الأفضل استخدام ما يقرب من ثلثي مادة PVA فقط مبدئياً، مع إضافة الباقي إذا كان الخليط سميكاً للغاية. ويجب أن يكون قوام الخليط مثل قوام القشدة السميكة.

5. اترك الخليط لمدة ساعة قبل استخدامه. وأغلق الحاوية وضعها في الثلاجة عند عدم الاستخدام. ويمكن تجنب تكوُّن العفن على سطح الخليط عن طريق لف كرات النفتالين أو بلورات الثيمول في قطعة من الورق المستخدم في تغليف الجبن يتم لصقها بداخل غطاء الحاوية باستخدام شريط لاصق.

ومن الممكن ترميم الأجزاء المتكسرة باستخدام نسيج خفيف مثل نسيج tengujo أو "sa" شديد النعومة. وإذا كان هنالك جزءا كبيرا من الجريدة مفقوداً، فيجب اقتطاع جزءا من الورق الأخف قليلاً من جريدة النخيل بحيث يطابق المساحة المفقودة. ويُعتبر استخدام منضدة خفيفة وسيلةً مساعدةً جيدة في هذه العملية. ويتم وضع قطعة الترميم في مكانها عن طريق مطابقة حواف الجريدة المتداخلة قليلاً مع ورقة الترميم. وعندما تجف، يتم دعمها على جانبي "الجزء المراد حشوه" بنسيج شفاف خفيف بالطريقة المذكورة أعلاه. ويتم تثبيت أجزاء الجريدة المفككة بنفس الطريقة.

ويقوم بعض العاملين في الصيانة بحشو الأجزاء المفقودة عن طريق تطابق أجزاء جريدة النخيل ولصق الحاشية باستخدام مادة تغرية خشبية وتنظيف منطقة الوصل بالصنفرة. ويوصى بهذه الطريقة كثيراً نظراً لتناسبها مع المواد، غير أن جريد النخيل الجديد صلب للغاية وقد يتسبب في تهشم الأجزاء القديمة. وبعد الانتهاء من عملية الترميم، تتم إعادة دهان الأوراق بالزيت لإكسابها مرونة. وتستخدم أنواع مختلفة من الزيوت في هذه العملية، وتشير آخر الأبحاث التي أُجريت على زيت الكافور وزيت الأتروجية وزيت الخروع وزيت عشب الليمون وزيت خشب الأرز وزيت الخردل وزيت النيم وزيت الأكاليبتوس وزيت القرنفل وزيت السمسم، إلى أن بعض أنواع الزيوت يتم امتصاصه بصورة أسرع من البعض الآخر. ويجب وضع الزيت برفق عن طريق وضع الجريدة على لوح من الزجاج أو فيلم من البوليستر، ثم دهنها بالزيت باستخدام فرشاة ناعمة. ويجب تجفيف الأوراق المدهونة بالزيت بتعريضها لتيار من الهواء لعدم تكون العفن على سطح الزيت.

وعادةً لا يكون من الضروري خلط أسود الكربون بالزيت لتوضيح الكتابة بعد عملية المعالجة، وذلك لأن مقادير ضئيلة من الزيت والغبار الموجودين على سطح الجريدة، والتي تنساب من على سطح الجريدة أثناء عملية التنظيف، تستقر بداخل الشقوق. ومع ذلك، فعند استخدام أحد مساحيق التنظيف لإزالة طبقة زيت قديمة، فقد يكون من الضروري خلط كمية قليلة من أسود الكربون الناعم بالزيت ووضعه باستخدام قطعة ناعمة من القماش أو الصوف القطني. ويمكن إزالة الطبقة المترسبة باستخدام الكحول الإيثيلى.

وبعد الانتهاء من التنظيف والترميم والدهان بالزيت، يجب صقل المخطوطات برفق باستخدام قطعة قماش جافة وناعمة، وإعادة ربطها بخيط لين، ولفها ووضعها مع مقدار صغير من مادة طاردة للحشرات داخل صندوق.

مخطوطات أو البرابيك (Parabaik) أو الكونسرتينا (Concertina)

يتم صناعة مخطوطات البرابيك، الشائعة في بورما وكمبوديا ولاوس وتايلاند، من الورق الخام القوي المصنوع من أعواد الخيزران أو لحاء الأشجار أو القش أو ألياف أوراق الشجر، والتي يشار إليها أحياناً باسم "sa" (الياباني الأصل). وتتم الكتابة على مخطوطات البرابيك البيضاء بحبر أسود على سطح غير ملون، أما مخطوطات البرابيك السوداء فيتم الكتابة عليها باستخدام الحجر الجبري أو قلم طباشيري على سطح أسود. وعادةً ما تكون مخطوطات البرابيك عبارة عن كتب مطوية مثل آلة الأكورديون، وغالباً ما تكون مكشوفة. وتحفل مخطوطات البرابيك البيضاء أحيانا برسوم ذات ألوان صارخة، وكان الغرض الواضح من ذلك أن تبقى لفترات طويلة. أما مخطوطات البرابيك السوداء، فلم يكن الغرض منها أن تبقى لفترات طويلة، لأن من الممكن مسح الكتابة بسهولة. وقد توصلت الأبحاث إلى أن مخطوطات البرابيك السوداء كانت تستخدم أحياناً في عمل مسودات أولية من مخطوطات جريد النخيل أو البرابيك البيضاء.

ومخطوطات البرابيك قويةً ومستقرةً للغاية، حتى عند تخزينها في بيئات غير مواتية تنتشر فيها الفطريات والحشرات. وعندما تلتهم الحشرات والقوارض حواف المخطوطات، مسببةً أضرارا متعددة لثنياتها، فيمكن القيام بأعمال الترميم باستخدام نسيج من النوع الياباني، وعجينة من نشا الأرز أو مادة لاصقة مخصصة لترميم جريد النخيل.

وتتميز بعض المخطوطات بأغلفة مزخرفة من الورق المصفح، وغالباً ما تكون مكسوة بطبقة من الزجاج الملون والأحجار الكريمة. ويكون التلف الذي يصيب الأغلفة عادة بسبب تسرب الحشرات بين طبقات الورق المصفح. وفي هذه الحالة، يجب على القائم بالصيانة أن يقوم بفصل الطبقات بحرص، ثم يزيل الأجزاء التي توجد بها يرقات الحشرات، ثم يقوم بتقوية الغلاف وإعادة تصفيحه مرةً أخرى.

الكتب مزدوجة الصفحات

المواد الطبيعية: الكتب مزدوجة الصفحات الصورة 1 ظهرت الكتب مزدوجة الصفحات أصلاً في الصين، وكانت تستخدم أيضاً في الأقاليم التي تأثرت بالحضارة الصينية، مثل فيتنام الشمالية وسنغافورة. كما كان هذا الأسلوب شائعاً في اليابان، حتى عهد استخدام ماكينة الطباعة الحديثة. ويميل الورق الناعم خفيف التغرية المستخدم في تشكيل هذه المخطوطات إلى أن يكون مسامياً وشفافاً، وبذلك ينتشر الحبر في الورقة ويوضع النص على جانب واحد من الورقة وتوضع الصور على الجانب الآخر. وبعد ذلك يتم طي الورقة من المنتصف بحيث تكون أسطح الصفحات متقابلة لجعل الورقة واضحةً مع وجود النص بها على كلا الجانبين.

وكانت الطباعة على الكتل الخشبية هى أكثر الطرق انتشاراً لتحويل النصوص والصور. ويتم بعد ذلك تجميع الأوراق المطوية وخياطتها فى الظهر خلال الحافة غير المطوية. ثم يتم لصق غلاف من الورق العادي (أحياناً من الورق المقوى) على واجهة وظهر الكتاب، ويتم ربط كتل النص معاً عن طريق دفع جدائل من الورق عبر الفتحات, التي تتخلل كتلة النص بأكملها من الظهر, باستخدام غرز الخياطة. ويقلل التكوين الخفيف والحجم الصغير لهذه الكتب من فرصة تحول التلف فى تكوين مادة التجليد إلى خيوط متقطعة وأغلفة متآكلة. ومع ذلك، ففي عديد من الحالات يحدث تلف كبير للأوراق بسبب الحشرات، ولا شك أن ذلك بسبب نشا الأرز المستخدم في تغرية الورق، كما تتعقد عملية الترميم بسبب ضرورة المحافظة على طبيعة الورق الناعمة والمرنة. ويجب تفكيك الكتاب للقيام بالترميم إذا كان التلف الناتج عن الحشرات واسع المدى.

وإذا كان القائم بالصيانة غير معتاد على لغة النص، فيجب ترقيم الصفحات على التتابع في مكان خفي باستخدام قلم رصاص خفيف لضمان ترتيب الصفحات بدقة بعد المعالجة. كما يجب تدوين نمط الخياطة المستخدم بحيث يمكن إعادة استخدامه.

ترميم التلف الناتج عن الحشرات

يمكن ترميم الفتحات التي تسببها الحشرات باستخدام رقع من النسيج الخفيف أو عجينة مصنوعة من مادة لاصقة ونسيج قابل للتحلل بالماء. وعلى الرغم من أن الصفحة الخلفية للنص تكون خالية من الكتابة، فيجب عدم تصفيحها فى الوضع الرطب، حيث أن ذلك يجعل الأوراق متصلبة. ويتم طلاء الرقع الصغيرة بعجينة النشا من ظهر الورقة التي يجب أن توضع مقلوبة على سطح فيلم من البوليستر، ويفضل أن يتم ذلك على منضدة خفيفة. ويُعتبر ترميم الفتحات الناتجة عن الحشرات بهذه الطريقة مضيعةً للوقت، وإذا كان هنالك عدد كبير من الكتب التالفة بسبب الحشرات، فإن ماكينة سبك الورق هى أفضل طريقة للقيام بعملية الترميم. وعندما تجف الأجزاء التي تم ترميمها، يجب إعادة تجميع أجزاء الكتاب باستخدام قصاصات الورق المجدول ونمط الخياطة الذي تم مسبقاً.

وعلى مر السنين، كان يتم الحد من تلف الكتب المزدوجة الصفحات أو مجموعات الكتب الصغيرة باستخدام حاويات واقية خفيفة. وتصنيع هذه الحاويات بسيط للغاية، رغم أنه في حالة الحاجة إلى علب جديدة قد يتجه التفكير إلى استخدام علب MM.

ألواح الصلصال

يتم تصنيع ألواح الصلصال من الصلصال ويتم تشكيلها (عادةً) في أشكال بحجم اليد تُنقش عليها الأحرف المسمارية. وكان الصلصال مستخدماً على نطاق واسع في سومر وبابل وأشور، كما يوجد منها مئات الآلاف في المكتبات والمتاحف في الوقت الحاضر. ويتم اكتشاف المزيد منها خلال عمليات التنقيب عن الآثار في المنطقة، حيث تكون في حالة جيدة بوجه عام بسبب المناخ الجاف.

وقد يؤدى التلف الناتج عن التحميص غير السليم/غير الكافي، وترسب الأملاح، والتلف الميكانيكي إلى كسور.

التحميص والغسيل

ليس من الممكن تحديد درجة الحرارة أو الظروف المناخية التي كان يتم خلالها تحميص ألواح الصلصال القديمة. وتتم عملية التحميص في معظم المتاحف الحديثة داخل أحد الأفران التي يتم فيها رفع درجة الحرارة تدريجياً لتصل إلى 750 درجة مئوية، وتبقى الألواح تحت هذه الدرجة لعدة ساعات. وتضمن عملية التحميص فعالية تحويل الألواح الصلصالية إلى قوالب من الطوب, ثم يتم تبريدها داخل الفرن بعد غلقه لمدة ليلةٍ واحدةٍ على الأقل.

وبذلك تحترق أية شوائب في الصلصال أو تتحول إلى مسحوق أبيض يمكن إزالته بحرص بفرشاة ناعمة جافة. وفي حالة وجود أملاح قابلة للذوبان، فمن الضروري غسل القوالب المحمصة جيداً في مياه جارية لمدة تصل إلى شهر لإزالة هذه الأملاح.

ترميم الأجزاء المتهشمة

عندما يتهشم قالب الصلصال إلى أجزاء صغيرة، فمن الضروري تحميص هذه الأجزاء كل على حدة ثم لصقها معاً بعد التحميص باستخدام مادة لاصقة غير قابلة للذوبان في الماء، مثل سليولوز النترات. وفي الحالات التي تتفتت فيها ألواح الصلصال بالفعل، فقد يكون من الضروري محاولة دمج الألواح باستخدام مادة سليولوز النترات وخليط من مسحوق الصلصال.

توضيح الصور

عند تبهت الصور المسمارية بدرجة كبيرة بحيث يتعذر قراءتها، فيجب اتخاذ بعض الإجراءات لجعلها أكثر وضوحاً. وفى الماضي، كانت تستخدم طرق مختلفة تشمل تخريم الصورة باستخدام الإبر، غير أن معظم الأساليب الحديثة تتضمن استخدام بعض أشكال الصنفرة. ومن شأن ذلك إزالة الرواسب والجسيمات الدقيقة من على أسطح الألواح الصلصالية المحمصة دون إحداث أي تلف. ومع ذلك، فلابد من الإرشاد المتخصص قبل القيام بهذا الإجراء.

حماية الألواح

تم استخدام العديد من الطرق لحماية الألواح المحمصة، من بينها الحقائب القطنية واللف بالقماش والحفظ فى صناديق. ورغم نجاح جميع هذه الطرق، فمن المستحسن إعداد صناديق مبطنة للألواح المحمصة، لأنه يسهل تعليم هذه الصناديق وحمايتها من السقوط أو التعامل بإهمال.

ورق البردي

يشتهر ورق البردي فى أنحاء الشرق الأوسط وكان يستخدم فى صناعة عدد كبير من الأشياء, بدءاً من الحبال وأشرعة المراكب والقوارب والملابس، وحتى المواد الشبيهة بالورق المستخدمة في صناعة المخطوطات (انظر "طبيعة المواد" للاطلاع على طرق التصنيع). وقد استُخدم ورق البردي في صناعة المخطوطات منذ نحو 3000 عام قبل الميلاد وحتى القرن التاسع الميلادي عندما حلت المخطوطات الجلدية محله.

وكما هو الحال مع المخطوطات، فقد ثبت نجاح ورق البردي عندما كان يُستخدم على شكل لفائف، على الرغم من أن هنالك العديد من نماذج المخطوطات التي كانت تصنع من أوراق البردي والتي كان يتم تجميعها معاً عادةً عن طريق الإقحام.

ترطيب وبسط لفائف البردي

تكون معظم أوراق البردي القديمة جافة وهشة عند اكتشافها، ويجب ترطيبها بالماء حتى يمكن التعامل معها بنجاح. وهنالك عدة استراتيجيات لترطيب ورق البردي بصورة آمنة وبعضها مبين في أجزاء "عملية العلاج الأساسي": "المواد الورقية": "بسط اللفائف". وهنالك ثلاث طرق للترطيب هي: طريقة الورق النشاف الرطب، وطريقة Gortex، وطريقة غرفة الترطيب.

وقد يكون من الضروري لف لفائف البردي برفق في ورق نشاف رطب إلى أن يتم تليينها جيدا، وعادةً ما يتم ذلك بعد مرور ساعة واحدة. وعندما تلين هذه اللفائف، يمكن فكها بحرص رويداً رويداً على سطح زجاجي، ثم يتم تغطيتها بورق نشاف جاف يتم تثبيته بثقل خفيف. أما بالنسبة للفائف الطويلة، فيجب أن يظل الجزء الذي لم يتم بسطه رطباً حتى يتم الانتهاء من عملية البسط.

ومادة Gortex، أو أي بديل بنفس المواصفات، فهي مادة جديدة نسبياً تم ابتكارها للاستخدام في التغليف المتخصص خارج المكتبة. وتتميز هذه المادة بأنها تسمح لبخار الماء بالمرور خلالها مع الاحتفاظ بالرطوبة الفعلية. وفي هذه الطريقة للترطيب، يتم رش ماء نظيف على السطح الوبري الداخلي لمادة Gortex ثم تستخدم لتغليف لفائف البردي بالطريقة المذكورة سابقاً، أو يتم استخدامها لترطيب مخطوطات البردي المسطحة.

أما غرفة الترطيب، فهي عبارة عن وسط مغلق يُسمح لبخار الماء بدخوله تدريجياً من خلال منفذ. وتُترك لفائف البردي معرضةً لبخار الماء، وعادةً ما يتم ذلك فوق سطح منضدة شفط أو فوق لوح من الزجاج. وعندما يتبين أن اللفائف قد تم ترطيبها بصورة كافية وأصبحت لينة، فمن الممكن نقلها من غرفة الترطيب وهي لا تزال على السطح الزجاجي أو على قطعة من الشاش المسامي، ثم وضعها فوق الورق النشاف وتغطيتها به قبل وضعها تحت ثقل كي تجف.

ويجب التأكيد على أن عملية الترطيب يجب أن تتم في محيط به تيار مستمر من الهواء لمنع نمو العفن.

عملية الترميم

قد يمكن ترميم ورق البردي الممزق أو المفكك قبل تثبيته بأشرطة رفيعة من النسيح الياباني. وتستخدم هذه الأشرطة لحشو الأجزاء المفقودة من ورق البردي، ثم لصقها بحرص باستخدام عجينة نشا الأرز أو نشا القمح. وبعد ذلك يتم وضعها على طول الجزء المفقود، مع الحذر من امتداد العجينة إلى الأجزاء السليمة. ومن الأنسجة اليابانية المناسبة لهذا الغرض tengujo, وهو نسيج رفيع لكنه قوي ويكاد أن يصبح شفافاً عند لصقه.

الدمج

كان ذلك هو الأسلوب المستخدم فى السابق لإحكام ورق البردي أو مخطوطات البردي غير الملفوفة بين ألواح من الزجاج المحكمة التثبيت حول الحواف باستخدام ورق التصميغ وهو عبارة عن شريط اسود من الورق. ومشاكل هذا الأسلوب هى أن الزجاج ينكسر عند سقوطه وقد تتبعثر أجزاء ورق البردي المفكوك على نطاق واسع. أما الطريقة الآمنة فتتمثل في استخدام وريقات Perspex أو Plexi-Glass التي يتم قصها بمقاسات أكبر من مقاس المخطوطة ثم غلقها بإحكام بشريط من القماش تم تغريته بمادة أسيتات البولي فينيل. ويمكن تغليف أجزاء أصغر من ورق البردي فى كبسولة من فيلم بوليستر باستخدام شريط مزدوج الوجه أو بماكينة لحام تعمل بالموجات فوق الصوتية.

وهنالك طريقة بديلة هى استخدام ورقتين من فيلم البوليستر يتم لحامهما إما باستخدام ماكينة لحام تعمل بالموجات فوق الصوتية، أو باستخدام سبيكة لحام حديدية ساخنة بحرص لإحكام تثبيت الفيلم في نقاط حساسة، ثم حشو الناتج النهائي فى لوح قوي من ورق الكرتون.

 

 

العودة