أشكال من التعليم

يمكن تدريس تعليم الحفظ من خلال ورش عمل وندوات وبرامج أكاديمية وتدريبات مهنية وتدريب داخلي. ويوفر كل شكل من هذه الأشكال مستوى مختلف من التعليم والتدريب على فترات مختلفة.

ورش العمل والندوات

قد تكون ورش العمل والندوات طريقة مثالية لزيادة الوعي ببعض تحديات الحفظ ولتعريف مجالات التركيز العامة. وتكون هذه الأمور, التي تستمر عادة ليوم واحد فقط, مفيدة في عرض تقنيات أو أجهزة خاصة أو في تقديم اتجاهات جديدة للطرق القديمة. ومن الممكن أن تكون ذات قيمة للمديرين, فغالبًا ما تولد أفكارا جديدة ، كما أنها ذات قيمة لأخصائيي الحفظ إذا طرحت معلومات جديدة. فعلى سبيل المثال، قد تؤدى تدريبات الاستجابة للكوارث إلى‏ تحسين مهارات أخصائيي الحفظ. ومن الممكن أن تكون ورش العمل الخاصة عن المعدات والمواد الجديدة نافعة للفنيين الممارسين لعمليات الحفظ للمحافظة على مهاراتهم ومواكبة التطورات الحديثة. وتعد ورش العمل والندوات ذات قيمة خاصة كجزء من سلسلة متواصلة تتعامل مع موضوعات متشابهة. ويسمح هذا الاتجاه التراكمي لفريق عمل المكتبة بالمشاركة السلسلة مع المؤسسة الرئيسية من خلال حرمانهم من خدمات الموظفين الأساسيين لفترات طويلة.

وتوجد دورات تعليمية موسعة تتجاوز أسلوب ورشة العمل ولكنها تفتقر إلى البرامج الأكاديمية الكبرى. وأحد المنظمات التي تقدم تدريبا موسعاً أثناء عملية الصيانة في جنوب شرق آسيا هي SEAMEO-SPAFA ، المركز الإقليمي لعلم الآثار والفنون الجميلة. ويعمل هذا المركز تحت رعاية وزراء منظمة التعليم بجنوب شرق آسيا وتقوم حكومة تايلاند باستضافتها في بانكوك. والدول الأعضاء هي بروناي وكمبوديا وإندونيسيا وجمهورية لاوس الشعبية الديمقراطية وماليزيا وماينمار والفليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وقد قامت منظمة SPAFA برعاية تدريب ورشة عمل موسعة لحفظ الكتاب والوثائق. وتتوفر معلومات عن SPAFA والبرامج القادمة في الحفظ والصيانة على الإنترنت.

وقد تعاونت منظمة SPAFA مع المركز الدولي لدراسة حفظ واستعادة الملكية الثقافية (ICCROM) لتطوير إستراتيجية لمؤتمر إقليمي مع مؤسسات وطنية ومنظمات وشركاء آ‏خرين. وعلى الرغم من أن ICCROM تميل إلى التركيز على الملكية الثقافية مثل المباني التاريخية والفن والآثار, فقد قامت المنظمة مؤخرًا بدعم برامج تتناول الرعاية الوقائية لمجموعات المخطوطات.

وميزة التعليم الإقليمي والبرامج التدريبية أنها لا تقوم فقط بتوفير الوصول إلى المعرفة والمهارات ولكنها تساعد أيضًا على تكوين جيل من أخصائيي الحفظ.

البرامج الأكاديمية

تقوم البرامج الأكاديمية لحماية المكتبات والمحفوظات, وهى برامج حديثة إلى حد ما، على برامج متقدمة في صيانة الأعمال الفنية والآثار. ويمكن أن تكون هذه البرامج ذات قيمة في دمج التناول العلمي والإداري للحفظ معا. وقد تقوم الدورات التعليمية بتغطية القضايا العامة لإدارة الحفظ متضمنة تخطيط الاستجابة للكوارث ورعاية المجموعات وتصميم المبنى والتحكم فى البيئة وإعادة التنسيق وتقييم الاحتياجات وكتابة المنح والتخطيط طويل الأمد. وهذه البرامج مفيدة لمديري الحفظ، مثل تصميم عمل فصل دراسي لبناء معرفة نظرية أكثر من المهارات الفنية. ويعتبر وجود عدد قليل جدًا من هذه البرامج من أخطر العيوب. وعلاوة على ذلك، فهي تميل إلى أن تكون مطولة وخاصة إذا كانت ممنوحة من مكتبة علمية.

ويوجد في الولايات المتحدة البرنامج الوحيد الذي يتناول تعليم المكتبة وأخصائيي حفظ الأرشيف في جامعة تكساس. وفي هذا البرنامج الرئيسي، يتعرف الطلاب على رعاية المجموعات وطرق إدارة ونشر أنشطة الحفظ. وقبل نقله إلى جامعة تكساس ، كان البرنامج هو برنامج تعليم الحفظ في مدرسة خدمة المكتبات بجامعة كولومبيا. وقد تخرج أكثر من 130 طالبا من هذا البرنامج منذ إنشاءه عام 1981, وسيكون هنالك حاجة أكثر لمثل هذه البرامج حيث أن مجال الحفظ قد أصبح معقدًا بشكل متزايد، ونأمل أن تضع مدارس المكتبات في جنوب شرق آسيا في الاعتبار دمج هذا المجال من الدراسة في مناهجهم الدراسية وذلك بإنشاء برامج ذات درجة خاصة.

وتوفر العديد من المدارس الخاصة بالمكتبات فى جميع أنحاء العالم دورات تعليمية في الحفظ، ولكن معظمها عبارة عن دورات تعليمية فردية يقوم بتدريسها أساتذة مدارس تنقصهم الخبرة العملية. وعلاوة على ذلك، تميل مثل هذه الدورات التعليمية للارتباط بأمانة المكتبات التقليدية، والتي يتم استبعادها بالتدريج من معظم المؤسسات لصالح علم المعلومات. وتقوم بعض جمعيات المكتبات الوطنية بإدراج المدارس الخاصة بالخريجين التي تقدم الحفظ كجزء من المنهج الدراسي. فعلى سبيل المثال، يتضمن موقع الجمعية الأمريكية للمكتبات روابط للمؤسسات التابعة للمكتبات المعتمدة من قبل الجمعية الأمريكية للمكتبات وبرامج دراسات المعلومات. وهذا الموقع موجه خصيصًا لبرامج الحفظ المتوفرة ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في الخارج أيضًا. ويتم توفير قائمة من الفصول الدراسية والدورات التعليمية قامت 57 مؤسسة بتقديمها. وبالإضافة إلى ذلك، تقوم 7 مؤسسات بتوفير برامج تدريبية للحفظ وتقوم 65 نقابة مهنية ومراكز وجمعيات ومدارس ومنظمات أخرى بتوفير ورش عمل وتدريب داخلي في الحفظ والصيانة.

وتوجد أيضًا قائمة إليكترونية توفر معلومات رسمية عن التعليم والتدريب الفني. ويوفر موقع Conservation Online (أو CoOL) عددا من الروابط لفرص تعليمية في الآثار والمكتبات وحفظ الأرشيف. كما يقدم الموقع الأخبار الحالية عن ورش العمل والندوات وفرص التدريب الداخلي. وبعض الخدمات الواردة بالقائمة ، مثل seacap-1@cornell.edu لديها إمكانية العمل كدور مقاصة للمعلومات التعليمية.

برامج التدريب المهني

توفر برامج التدريب المهني تدريبا عمليا على تجهيزات الحفظ ذات الجودة العالية. وبالنسبة للقائمين بالصيانة والفنيين الأكفاء، فلعل ذلك هو أكثر الطرق فاعلية فى صقل المهارات. ومع ذلك، فلن تنجح برامج التدريب المهني بدون وجود شبكة نموذجية لبرامج الحفظ ونظام وطني للتصديق.

برامج التدريب الداخلي

وهي تمكن الطلاب المقيمين من العمل ضمن برنامج حفظ حالي — ويفضل الشامل منه— لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم فى نفس الوقت. ومن المفترض أن هذه البرامج توفر لطالب التدريب الداخلي بيئة تعليمية تستمر لما بعد فترة التدريب الداخلي من خلال توجيه معين. وعادة ما تتطلب برامج الخريجين في مجال الصيانة فترة تدريب داخلي تتراوح عادة من ستة إلى عشرة شهور.

ويوفر المركز الدولي لدراسة الحفظ واستعادة الملكية الثقافية برنامج تدريب داخلي وزمالة للمتقدمين في مستوى الخريجين في حفظ التراث. ويمكن العثور على فرص التدريب و ورش العمل الحالية على الإنترنت. ومن المؤسف أن المركز الدولي لدراسة الحفظ واستعادة الملكية الثقافية ( ICCROM ) لا يركز على قضايا حفظ المكتبات والمحفوظات، ولكن هنالك بعض الفرص لبرامج محددة تركز على هذا المجال.

ويقوم المعهد الأمريكي لحفظ الأعمال التاريخية والفنية بإدراج ندوات وورش عمل يقوم برعايتها في الولايات المتحدة بالإضافة إلى دورات تعليمية ومؤتمرات وندوات تقوم منظمات أخرى برعايتها دوليًا.

ويتوفر لدى قسم حفظ وصيانة المجموعات فى مكتبة جامعة كورنيل برنامج تدريب داخلي جيد للأفراد من جنوب شرق آسيا، ومع أنه مؤجل لفترة مؤقتة، فسوف يعود مرة أخرى عند العثور على تمويل. ويتوفر أيضًا لدى مركز حفظ المستندات Northeast Document Conservation Centre بعض الفرص المحدودة من التدريبات الداخلية الدولية.

العودة